سطور

عبدالنبي النديم يكتب:«صناعة بلدنا..  وصحافة بلدنا» 

عبدالنبي النديم
عبدالنبي النديم


الصحافة هى مرآة المجتمع.. والوطن بدون صحافة بلا وعي أو تنوير، ويصبح المواطنوان غير قادرين على التمييز وتكوين رأي عام في مختلف الأمور والمشاكل والأزمات التي قد يعاني منها الوطن، فهى بوصلة التوجية للمواطن، والمؤشر الرسمي لنهضة المجتمع في مختلف المجالات وتقدمه، والقوي الأمين للحرية لدى المواطن، والضمانة الدستورية للحقوق والواجبات للفرد والمجتمع. 

 والتاريخ المصري يذخر بالمواقف السامية لصاحبة الجلالة، وملىء بالأدوار  الوطنية، التي قامت بها الصحافة المصرية منذ نشأتها حتى الآن، فكانت الضمير المصري فى وقت الأزمات والحروب على مر العصور، وسلاح الوعى كقوة ناعمة فى مواجهة المخططات والأجندات الخارجية التى كانت تريد النيل من مصر، فالصحافة المصرية جزء مهم من النسيج الوطني، ودورها الأهم.. لا يمكن لمجتمع الاستغناء عنه. 

 فدستور 1980 أعتبرها سلطة شعبية مستقلة تعبر عن الرأى العام وتسهم في تكوينه وتوجيهه في إطار المقومات الأساسية للمجتمع والحفاظ على الحقوق والحريات والواجبات العامة واحترام الحياة الخاصة للمواطنين، كما نصت عليها مواد الدستور، فكانت كما يطلق عليها المواطن حتى الآن «السلطة الرابعة»، ومع التطور الذى شهده المجتمع خلال العقد الماضي، كانت هناك تعديلات للدستور الحالى، لتواكب العصر، وتضيف آليات جديدة على المنظومة الصحفية، بتعديلات طالبت بها الأجيال المتتابعة من الصحفيين، حتى صار لدينا ثلاث هيئات،صحفية وإعلامية، أكد الدستور على استقلالها فى أداء رسالتها ودورها المنوط بها، وهى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والهيئة الوطنية للصحافة، والهيئة الوطنية للإعلام، وتلك التعديلات الجذرية في منظومة الصحافة المصرية، جاءت لمواكبة الأحداث والتطورات وإيقاظ وعى أبناء المجتمع، وإحاطته بما يجرى في البلاد، خاصة بعد عاصفة الربيع العربي التى اصابت المنطقة العربية،  وكان للصحافة دورها الهام في حفظ الوطن ونشر الوعي في المجتمع،  لتعيد له مكانته في مواجهة الأحداث، حتى تحقق الاستقرار والسلام والأمن للدولة المصرية. 

 ‏وبعد ان رست سفينة الوطن على بر الآمان، وبدأ الحراك المجتمعى فى مختلف المجالات،  للنهوض بالوطن وتحقيق التنمية الشاملة التى طالت كافة المجالات وكل المحافظات، بحياة كريمة تسعى القيادة السياسية تحت رئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، كان لا بد من ان تكون لصاحبة الجلالة دورها المعهود فى مسيرة البناء والتنمية، بما لها قدرات غير محدودة في التأثير على سلوكيات المواطن٬ ومسئولية مجتمعية في توعية الجمهور وإرشاده وتوضيح دوره فى مسيرة التنمية الشاملة التى يعيشها الوطن، بنشر الإيجابيات ومعالجة السلبيات، والحث علي العمل الإيجابي والفعال٬ ضلوعا بدورها الوطني. 

وانطلاقا من هذا الدور البناء للصحافة المصرية في الحفاظ على قيمها ومبادئها الأساسية، وتشجيعا للمواطنين لتحسين المعيشة في مختلف المجالات والصناعات ووسائل الانتاج فى مختلف المواقع، كانت مبادرة الهيئة الوطنية للصحافة، بإطلاق مبادرة اجتماعية واقتصادية بافتتاح معرض «صناعة بلدنا»  كمنصة سنوية متكاملة،  لاستعراض ما شهدته السنوات الثماني الأخيرة من إنجازات صناعية وإنتاجية، وما حققته من طفرة غير مسبوقة في مختلف القطاعات، تحت قيادة الرئيس السيسي، قائد مسيرة التنمية في مصر الجديدة،  القائمة على الصناعة والإنتاج قاطرة التنمية الاقتصادية، لتثبيت دعائم الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي في مختلف ربوع الوطن، واحتفالا بثورة الشعب المصري في 30 يونيو، والتى تحركت معها أدوات الإصلاح الاقتصادى والاجتماعي والسياسي، واصطف المصريون جميعا خلف الرئيس عبد الفتاح السيسي.
 فقد جمعت الهيئة الوطنية للصحافة تحت سقف واحد العديد من قطاعات الصناعة والإنتاج وكبار الصناع والمنتجين في مصر.

هذه المبادرة السامية من الهيئة الوطنية للصحافة التي تضم فى تشكيل مجلس اداراتها شخصيات وطنية حتى النخاع، لم تأتي من فراغ، بل مجهود غير عادى ممن تولوا المسئولية عن الصحافة المصرية، وقبلوا ان يحملوا على عاتقهم هموم المهنة وإزالة كافة العقبات والمعوقات التي تواجهها،  يواصلون الليل بالنهار، بمجهود متواصل لاعادة الصحافة لرونقها ودورها المنشود، برئاسة المهندس عبد الصادق الشوربجي، مهندس إعادة هيكلة المؤسسات الصحفية المصرية، وراعي عملية التطوير وإعادة الصحافة المصرية لدورها المنشود، كأداة نشر الوعي بين المواطنين ومرآة المجتمع، ولما لا.. فخبرات المهندس عبد الصادق الشوربجي الطويلة والتدرج في المناصب داخل المؤسسات الصحفية القومية في مصر، ومعاصرته مختلف الظروف والأنظمة التي مرت بها مصر، ومنها المؤسسات الصحفية، مساهما بقوة فى قيام الصحافة القومية من عثرتها، وما يتعلق بأزماتها المالية سواء من حيث الديون أو ندرة السيولة، حتى اختياره رئيسا للهيئة الوطنية للصحافة، مسترشدين بالمعجزة الادارية التى قام بها في مؤسسة روز اليوسف، التي دفعت القيادة السياسية لتوليه مسئولية الهيئة الوطنية للصحافة فى ظل ظروف طاحنة تمر بها المهنة.

ومع اختيار رئيس الهيئة كان نفس النهج فى اختيار وكيل الهيئة الوطنية للصحافة،  ليكون كتفا بكتف بجوار المهندس عبدالصادق الشوربجي، باختيار الدكتور أحمد مختار وكيل الهيئة الوطنية للصحافة، مدير تحرير بالأهرام  والحاصل على الدكتوارة في ادارة المؤسسات الصحفية من جامعة عين شمس، ومدرس إدارة المؤسسات الإعلامية، وفنون التحرير الصحفى، والذى تولى مسئولية الاستثمار بمؤسسة الأهرام الصحفية، فكانت خططه ودراساته طوق نجاة لتوفير موارد ذاتية للأهرام، وتحريك الماء الراكد داخل مختلف القطاعات والشركات التابعة للمؤسسة، مبتكرا حلولا خارج الصندوق بعمل مؤتمرات ومعارض للبترول والطاقة والاقتصاد.. وغيرها من المعارض التى لاقت قبولا وترحيبا من المشاركين فيها، بحرصهم على المشاركة الفاعلة كل عام.. وهذا قليل من كثير من خبرات متراكمة يمتلكها الدكتور احمد مختار،  والتى عرفتها عن قرب، وشرفت بالعمل تحت إدارته، تعملت منها الكثير والكثير..  وكيف يكون الفرد فى خدمة الوطن.